Université Sidi Mohamed Ben Abdellah Faculté des Sciences et Techniques de Fès - مدينة فاس

مدينة فاس

معطيات  عامة

مركز روحي و ثقافي للمغرب العتيق , فاس من أعرق المدن العتيقة ,عاصمة فكرية, عاصمة تقليدية,  وجوهرة العالم العربي , فاس كانت و لاتزال فضاءا للأحاسيس الكبرى وللتلاقح.

وسواء جئت  لفاس بحثا عن كنز للحضارة, كما  في فلورنس أوأثينا ,أوعن حياة غنية  بالسخاء و بالتنوع إلى حد الفيض, أو رغبة في الشمس و الألوان  و النكهات, فالأكيد أنك ستجد بفاس ما ترغب فيه , هنا لا أحد يدري أين تنتهى لذة الروح وأين تبدأ لذة الأحاسيس,,,, روعة في القصور و المتاحف ووفرة في الحياة, فاس, مدينة فريدة تدعوك للسفر.

مدينة مقدسة بإشعاع لامتناهي, تحفة الحضارة العربية الإسبانية, فاس لا تكشف عن سحرها لأول زائر, خفية و كتومة, فلابد من اكتشاف خباياها شيئا فشيئا وباحترام, فمن مقبرة المرينيين, تبدو فاس كمحيط هادئ بمناراتها و سطوحها المترامية على ضفتي واد فاس,لكن  عندما تدخل إليها تتفاجأ بنشاطها, و ببهاء مدارسها عندها يمكنك أن تستسلم لدعوة و لسحر المدينة العتيقة.

 فاس ….حية  بنشاط صناعها التقليديين و تجارها, فاتنة بضوضائها,بنفحاتها وبألوانها, آهلة بجموع تتكاثر يوما بعد آخر, الممرات العديدة, الأفنية و المدرجات تفضي في تناسق  إلى أزقة مفتوحة على محلات لإقتناء الحلي الفضية, الأواني النحاسية, الخزف الذي يحمل اللون الأزرق الفاسي , الأزياء التقليدية وجميع أصناف الحلويات و الأكلات المغربية علاوة على الشاي بالنعناع.

كل شيئ بالمدينة  العتيقة يفيض سخاءا, حتى حدود فاس , المدينة الأور,بية ,حيث الشوارع الكبيرة و المشيدة بعد  الحرب العالمية الأولى, و التي تنقسم إلى فاس الجديد و فاس البالي.

مدينة فاس تحتل مكانة مركزية مقارنة مع باقي جهات المغرب السبعة عشر, حيث تقع في أقصى  شرق سهل سايس الغني فلاحيا, ومابين جبال الريف و الأطلس المتوسط, و في ملتقى الطرق الرئيسية للمملكة, موقع يمنحها أهمية متميزة على كافة المستويات: السياسية,الإقتصادية,الثقافية و الروحية, موقع يجعل المدينة في منأى عن فيضانات واد سبو أحد أهم الأودية بالمغرب, ويتيح لها استغلال المصادر المائية المتواجدة بالجهة.

التشكيلة  الخاصة لتضاريس المدينة,  تظهر في الشمال سلسلة من القمم الجبلية (جبل تغات و زلاغ) و الذي  يمنح لفاس فضاءا أخضر غني بكائنات نباتية متنوعة و موارد سياحية لاتنضب: الغابات الشامخة للأطلس المتوسط, الصيد الرياضي في الأودية’ حقول الثلج و رياضات شتوية, عيون حرارية, فالمجموع الرحلات و المدارات الترفيهية المتوفرة بالجهة جد غنية.

  موقع و ووضع فاس لايفسران لوحدهما الإشعاع الذي طالما عرفته, حيوية ساكنتها و تقاليد البورجوازية التجارية مكنا من تطوير العديد من الأنشطة الإقتصادية و الصناعية.فاس استفادت من محيط غني و متغير وملائم لإنتعاش الصناعة التقليدية: وفرة المياه, المقالع , أرز الأطلس المتوسط, مناجم الفضة بالجنوب ؟روف مناسبة صقلت موهبة و إبداع ساكنتها,و أصبحت عاصمة للحرف التقليدية  المغربية بامتياز, واحتضنت الفنون القادمة من الشرق و الوافدة على المغرب بفضل  الفتوحات العربية و عن طريق القيروان و الأندلس , و ساهمت فاس في ازدهار هذا الفن و طبعته ببصمتها الفريدة وهويتها المغربية.

بأسوارها, جوامعها الكبيرة, مدارسها العتيقة , دورها ,قصورها و سقاياتها , استطاعت فاس الحفاظ على طابعها العريق طيلة اثنى عشر قرنا من تاريخها.

التنظيم الداخلي للمدينة العتيقة يتوافق و مقومات فن المدن الإسلامية, المآثر الدينية تتمركز في الوسط, و تنتشر الأحياء و الأزقة حولها بشكل دائري انطلاقا من الجامع الكبير القرويين.

   بمحاذاة  هذا المركز نجد الأسواق التي تتفرق بختلف الأزقة الملونة,و والمتاجر بغزارة منتوجاتها, المهن هنا مجمعة حسب الإختصاص وهي التي تمنح اسمها للأمكنة:

النجارين (حي النجارين)الصفارين (حي النحاسين) الصباغين(حي الصباغين)المشاطين(حي صانعي المشط) العطارين (  حي التوابل و العطور )الفخارين(حي الخزف ) الشرابليين (صناع الحذاء التقليدي), النسيج, الحرير و الحلي منتوجات يدوية تعرض في  « القيسارية  » المركز التجاري بالمدينة العتيقة.

       في كنف المدينة وفي هذا الخضم المثير, يكرر الصناع التقليديون حركات تنم عن مهارات  فنية و إبداع و ابتكار, نقش على الجبص و على الخشب, صناعة الحديد , الجلد النسيج والفخار (الزليج,الموزاييك,الخزف ).

        على رأس كل وحدة صناعية يعين الأمين, عميد الحرفيين , وعادة مايكون الأقدم في الحرفة ومعروف بنزاهته, و يعمل على السير الجيد لأحوال الصنعة وعلى احترام القانون الداخلي و على محاربة الغش داخل الحرفة.

       ينضاف لهذا الإرث الحرفي الغني و المتنوع, فن الطبخ  الذي يجعل المطبخ الفاسي من بين أفضل المطابخ في المغرب, كمنتوج لثقافة أسطورية و لتراث مغربي برمته.

      كل مواد الطبيعة, و المسموح بها في الشعائر الإسلامية, تستخدمها المرأة الفاسية التي  تكشف  بدرايتها عن أسرار الذوق الرفيع.