كلمة السيد العميد
أحدثت كلية العلوم والتقنيات بفاس بموجب المرسوم الوزاري رقم 2 – 95 – 77 المؤرخ في 10 محرم 1416 موافق 09 يونيو1995، لتنضاف إلى المنظومة الجامعية التي تحتضنها جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
ومنذ إحداثها لعبت كلية العلوم والتقنيات دورا طلائعيا في تجسيد الهندسة البيداغوجية وكذا إرساء قواعد التكوين المبني على نظام الوحدات (المجزوءات) الذي يعتمد في تقييم القدرات المعرفية على المراقبة المستمرة للطالب والاختبارات التي تجري في أواخر كل سداسية كما نص على ذلك القانون رقم 00-01.
وما الإقبال المتزايد للطلبة على التسجيل بهذه المؤسسة ذات الإستقطاب المحدود والذي يعتمد فيه على دراسة ملفات المرشحين للتسجيل بناءا على النقط المحصل عليها في الباكالوريا، إلا تمرة للجهود التي يبدلها الطاقم التربوي في تنويع المسارات الدراسية التي كانت تتوج بالحصول على دبلوم الميتريز الذي يفتح آفاق واسعة لاندماج الطلبة في سوق الشغل أو تمكينهم من مواصلة الدراسة بالسلك الثالث أو في مدارس المهندسين.
خلال تطورها….تبلورت جاذبية كلية العلوم والتقنيات بفاس في عرضها المتنوع لشواهد تقنية وأنواع من الماستر تمنح للخريجين إمكانيات كبيرة لمتابعة مسيرتهم التكوينية في مسالك عليا أو في شعب للمهندسين، وتسهل كذلك إدماجهم في الوسط المهني كأطر تقنية.
ووعيا منها بقيمة تكوين العنصر البشري تكوينا يساير المنظور العام للسياسة المستقبلية لقطاع التعليم بغية الدفع بعجلة التنمية وعلى غرار مثيلاتها من كليات العلوم والتقنيات المنتشرة عبر التراب الوطني شرعت في تطبيق إصلاح نظامها الدراسي معتمدة في ذلك نظام الإجازة. ماستر ثم الدكتوراة. هذا النظام الذي يهدف إلى تكوين خرجين من مستوى البكالوريا + سنتين أو بكالوريا +أربع سنوات أو البكالوريا + ثمان سنوات.
وما تطبيق الإصلاح بهذه الكليات باعتمادها نظام المجزوءات والسداسيات الذي مارسته منذ سنوات خلت ما هو في الحقيقة إلا نوع من التجنيس المسارات الطلابية الرامية إلى توحيد الرؤى فيما يخص نوع الدبلوم المحصل عليه.
ولعل التعاون المتعدد الذي بادرت إليه الكلية على المستوى المحلي والوطني والدولي مع العديد من المؤسسات الجامعية والفاعلين السوسيو اقتصاديين يعزز هذا المنحى ويدعم كل الجهود المبذولة في مجال البحث ووحدات تكوين الدكتوراه التابعة للكلية.
هكذا هي إذن كلية العلوم والتقنيات بفاس قوية بأقسامها الثمانية وبفرق البحث الثلاثة الثلاثون الشابة والنشيطة والمتعددة الإختصاصات، وقد أصبحت مكونا جد حيوي بجامعة فاس يخدم الجهوية ويبحث عن مكانة متميزة في الشراكة السوسيو اقتصادية على المستوى الوطني …هذه الوضعية لم تكن لتتحقق لولا كفاءة الأطر الإدارية و التقنية للكلية.
سياسة المواكبة الفردية للطلبة والتي بادرت إليها الكلية ستمكن حتما من توجيه أفضل للطلبة في مسارهم التكويني وستحدد بشكل أحسن مشاريعهم الخاصة.
وبالفعل، بالنسبة لنا,نتوخى قبل كل شيء تطوير روح المسؤولية والمنافسة أدى الطلبة وتشجيع المبادرات وروح الإبتكار في كافة المجالات المرتبطة بالثقافة ة بالعلوم وكذا بالتكنولوجيا الحديثة ….والكل في محيط عصري يشجع على التعلم وعلى تحقيق الذات.
ذ.محسن زواق
عميد كلية العلوم والتقنيات بفاس